أكْرَمُ خَلْقِه في وقته كان موسى عليه السلام، وأخَسُّ خَلْقِه وأذَلُّهمِ في حُكْمِه وأشدُّهم كفراً كان فرعون؛ فما قال أحدٌ غيره: {مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِى} [القصص: 38].فَبَعَثَ اللَّهُ- أخصَّ عباده إلى أخسِّ عباده، فقابله بالتكذيب، ونَسبَه إلى السِّحر، وأنْبَهُ بكل أنواع التانيب. ثم لم يُعَجِّلْ اللَّهُ عقوبته، وأمهله إلى أن أوصل إليه شِقْوَتَه- إنه سبحانه حليمٌ بعباده.